دور الرواية في بناء الإنسان
الرواية هي أحد أعظم الفنون التي تستخدمها البشرية، للتعبير عن تجاربها وأحلامها وصراعاتها، إنها قوة قادرة على تشكيل آراءنا، وتوجيه تصرفاتنا، وتغيير نظرتنا للعالم من حولنا، وفي هذا السياق يكون الدور الأكبر للرواية في بناء الإنسان وتطويره.
تعمل الرواية كمرآة تعكس حياة البشر، وتعالج قضاياهم الشخصية والاجتماعية؛ من خلال شخصيَّاتها وقصصها المتنوعة. تُساهم الرواية في فهمٍ عميقٍ للطبيعة البشرية، والتعاطف مع الآخرين، وتُمكننا الرواية من الانغماس في عوالم مختلفة، والتعرف على ثقافات مختلفة؛ مما يوسع آفاقنا، ويُثري معرفتنا.
عبر رحلة القراءة الأدبية عمومًا والروائية خصوصًا، يخوض الفرد تجارب متعددة؛ حيث يعيش تجارب شخصياتها ويتعلم منها؛ إذ تمتلك الرواية القدرةَ على نقلِ القيم والمبادئ الأخلاقية للقراء بشكل غير مباشر؛ بل بطريق انسيابي بسيط لا يُلاحظ في طيات الرواية، وتوفر كذلك منصة للاستمتاع بالجمال اللغوي، والأسلوب الأدبي.
بواسطة الرواية يا عزيزي يتعلم الإنسان التعاطف، والتسامح، والصبر، ويكتسب رؤية أوسع وأشمل للعالم، وقدرة على تناول حلولًا للمشكلات التي يواجهها.
تساعد الرواية في تطوير القدرات العقلية والفكرية للإنسان، إن قراءة الرواية تحفز الخيال والإبداع، وتنمي قدرات التفكير النقدي والتحليلي.
تشجع الرواية القراء على التفكير بطرق جديدة، ورؤية جديدة للأمور من منظورات مختلفة، وبهذه الطريقة تُسهم الرواية في بناء الإنسان على المستوى الفكري، وتطوره نحو تحقيق إمكانياته الكاملة والكامنة.
ولعلنا نرى أن الرواية توفر للإنسان وسيلة للهروب من الواقع الملموس، إلى عوالم خيالية ومغامرات مثيرة، وتساعد الفرد على تخفيف الضغوط اليومية، وفي ذات الوقت، تعزز الرواية القدرة على التحمل ومواجهة التحديات؛ حيث يمكن للشخصيات في الرواية أن تصبح مصدرَ إلهام وتشجيع للقراء للتعامل مع صعوباتهم الشخصية.
تظل الرواية أداة قوية في بناء الشخصية والمجتمع وتشكيل مستقبل أفضل للبشرية.
هاشم محمود
21/6/2023
هذه حقيقة لطالما كانت القراءة من مصادر السعادة و التعلم و رؤية المجتمعات من القراءة نتعلم ثقافات و قضايا شعوب و منها نطوف في عالم الخيال
تسلم الأنامل المبدع هاشم