بالأدب تحيا الحرية

“بالأدب تحيا الحرية”

إنَّ الأدب هو لغة الروح والمشاعر، ومن خلاله يمكن للأدباء ترجمة أفكارهم ورؤاهم إلى كلمات تُحرك القلوب. دور الأدب في دعم الحرية يكون في قدرته على دفع الإنسان إلى التفكير بصورة مستقلة، ومشاركة رأيه دون قيود أو تهديد، يعتبر الأدب المستمد من الخيال والواقع، والمشهود له بالجمال والتعبير الفني؛ سلاحًا يُعبر عن حقيقة الحياة، ويعزز الوعي الإنساني.

إننا نرى الكاتب عندما يستخدم الأدب كوسيلة للتعبير عن القمع والظلم والاضطهاد، يتحول إلى صوت تنادي بالحرية، ويندد بمظاهر القهر والقيود، ويعكس رغبة الإنسان في الحرية والكرامة. إن الأدب يُساهم في توسيع آفاق الفكر وإثراء الثقافة الشخصية؛ من خلال قراءة الروايات والشعر والقصص؛ حيث يتم توجيه القارئ إلى عوالم جديدة، وقضايا مختلفة يجد فيها ضالته، ويهتدي من خلالها إلى سُبلٍ تُنير عقله، وقد يعرض الأدب وجهات نظر متنوعة وتجارب حياة متعددة.

يبني الأدب جسرًا رابطًا بين الثقافات والشعوب المختلفة، ليعيش القارئ تجربة الآخر، ويفهم تحدياته وآلامه وآماله، ويُعزّز الأدب الحوار الثقافي. إلى جانب ذلك، يمكن أن يلعب الأدب دورًا هامًا في تشجيع النضال من أجل الحرية والتغيير الاجتماعي؛ عبر الروايات والشعر، يتم تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية التي تقيد حرية الأفراد، يمكن للكتَّاب أن يكونوا صوتًا للمظلومين والمهمشين، يَروون قصصهم ويعكسون آلامهم وآمالهم، وبذلك يُلهمون الآخرين للوقوف ضد الظلم، والنضال من أجل الحرية والتغيير.

لا يقتصر دور الأدب في تحقيق الحرية على القضايا الاجتماعية والسياسية فحسب؛ بل يشمل الحرية الشخصية والتحرر من القيود الذاتية، بمعالجة قضايا فردية نفسية مثل التوتر العاطفي، والتحديات الداخلية، والبحث عن الهوية الذاتية.من خلال التعبير الأدبي، يمكن للأفراد تجاوز القيود والتهديدات النفسية، وتحقيق الحرية الداخلية، والتحرر من القيود الذاتية المفروضة عليهم.

في النهاية نقول إن الأدب يصنع الحرية، إن قوة الكلمات تمتد لتخلق تأثيرًا عميقًا.

هاشم محمود 

25/6/2023