موقع للروائي هاشم محمود

الظلم الجماعي

“الظلم الجماعي”

هزَّات عنيفة تمر بها الشعوب أيًّا كان مصدرها، وطن جريح تنعدم به المساواة في الحقوق والواجبات، شعور البعض بالغبن والتهميش، غياب البرامج وطنية المتكاملة لبناء الأمة، إنشغال المثقفين بتقاسم كعكة الدكتاتور، أو الاكتواء بنيرانه، بروز بعض الأسماء علي أساسٍ قبلي أو مناطقي، ثم يتشكل خط عام باسم الوطنية، والخارج عنه هالك، يُنعت بأسوء ما يسمعه السفيه بمجالس معاقري الخمور.

وهنالك مجموعات أخرى تعمل في الخفاء ضد التيار العام، وتبثُّ السموم وسط المجتمعات. والدكتاتور يغضُّ الطرف؛ لأن أسمى أهدافه ومشروعه الخفي الذي يحقق الأهداف جميعها هو اختلافهم وتباعدهم، ومعيار الوطنية يكون بطرف صاحب السلطة.
تتبدل المعادلة الصعبة بقليل من التهريج السياسي والعسكري، فيتم استقبال الخونة كأنهم أبطال ورجال السلام، وتختفي مجموعة من الخط المرسوم، وتظهر للسطح بعض المصطلحات البغيضة.

إنها دورة خبيثة يقودها السفلة للمصلحة الشخصية باسم الوطنية، ويُنادي الجميع باسم مصلحة الوطن والمواطنين، والوطن يبكي ماضيه، والمواطن مغلوب على أمره، بينما ينزوي المثقف ويخرج من الوطن غير مأسوف عليه، وبمرور الوقت يفقد الجميع البوصلة، فقد تشابكت المصالح، وتساوت القوة الناعمة والخشنة، انشغل المغلوب على أمره بتوفير احتياجاته الخاصة.

العدالة أساس متين لبناء المجتمعات، والظلم الجماعي عدالة في نظر الظالمين، والوطن غالٍ، والأمان فضاء واسع لا تعرف قيمته مع الوطن إلا بفقدانه.

هاشم محمود 

شارك المحتوى مع اصدقاءك